
يكرم المهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء 19 ــ المقرر إقامته في الخامس من أكتوبر القادم بزاكورا المغربية ــ شخصياتٍ سينمائية وثقافية متنوعة، على رأسهم: الممثل/ المغربي رشيد الوالي بصفته مخرجاً ومنتجاً أيضاً، والمخرج المصري خالد يوسف، والممثلة الإيطالية أليساندرا ديليا.
ورشيد الوالي هو ممثل، ومخرج وكاتب سيناريو مغربي، يُعد من أبرز وجوه السينما والتلفزيون في المغرب. وُلد سنة 1970 بالرباط، وهو خريج المدرسة الوطنية للمحترف المسرحي التابعة لمسرح محمد الخامس، حيث نما لديه شغف عميق بالتمثيل والإخراج.
وقد فرض نفسه سريعًا باعتباره أكثر الممثلين شعبية من خلال أدواره البارزة في أفلام خالدة مثل حب في الدار البيضاء، وعبرو في صمت، وسارق الأحلام، ومصير امرأة، ووداعاً أمهات، والعديد من الأفلام الدرامية والكوميدية المتنوعة.
كما تألق على شاشة التلفزيون، حيث أسر قلوب الجمهور بصدقه وتنوع أدائه من خلال أفلام تلفزيونية ومسلسلات لازالت في الذاكرة نذكر منها مسلسل المصابون وسرب الحمام ومسلسل المستضعفون، وعلال القلدة، وعلاش ألا، وناس الحومة والعديد من الأعمال الناجحة.
لم يكتفِ الوالي بالتمثيل فقط، بل خاض تجربة الإخراج ووقّع على عدة أعمال نالت استحسانًا، جمعت بين الإحساس، والانخراط الاجتماعي، والروح العصرية من بينها الفيلم السينمائي “يما”، ونوح لا يعرف العوم، وفيلم حفيد الحاج ويبقى فيلم “الطابع” آخر الأعمال الموقعة من طرف رشيد الوالي.
هو فنان ملتزم، يساهم بشكل فعّال في الترويج للثقافة المغربية ويدعم العديد من القضايا الاجتماعية والإنسانية بصفة عامة مما جعله كسفير للنوايا الحسنة باليونيسكو لعدة سنوات حاملاً معه هموم وقضايا بلده خاصة تلك المتعلقة بالشباب والتعليم .
أما خالد يوسف، فهو من مواليد 28 سبتمبر 1964 في كفر شكر، مخرج وكاتب سيناريو وسياسي مصري، ويُعتبر من أبرز المخرجين المؤثرين في العالم العربي. شغوف بالثقافة ومنخرط في الحركة الطلابية منذ صغره، وقد خطى خطواته الأولى في عالم السينما بفضل يوسف شاهين، الذي عمل معه مساعدًا في العديد من الأفلام الشهيرة مثل “المصير” و”الإسكندرية… نيويورك”. حاز فيلمه الروائي الطويل الأول، “العاصفة” (2000)، على جائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، فاتحًا بذلك مسيرة فنية حافلة بالنجاح النقدي والجماهيري.
من خلال أفلام مثل “هي فوضى” (2007)، و”هنا ميسرة” (2007)، و”دكان شحاتة” (2009)، فرض يوسف أسلوبًا جريئًا، مستنكرًا التفاوتات الاجتماعية والتوترات السياسية. أعماله، المتجذرة في الواقعية، أهلت العديد من أفلامه لدخول قائمة أفضل 100 فيلم عربي وفقًا لمهرجان دبي السينمائي.
انخرط يوسف في الحياة العامة، وكان عضوًا في “لجنة الخمسين” المسؤولة عن صياغة الدستور المصري لعام 2014، وانتُخب عضوًا في البرلمان. تعكس مسيرته المهنية التزامًا راسخًا بالقضايا الاجتماعية، والثقافة، وحرية التعبير.
و أليساندرا ديليا، ممثلة في المسرح والتلفزيون والسينما الإيطالية منذ سبعينيات القرن الماضي، شقت طريقها الفني المتجذر في البحث والدراما المعاصرة وإعادة تفسير الأعمال الكلاسيكية. ظهرت لأول مرة على المسرح بين عامي 1976 و1978 بأوبرا “كانتو فيرمو” لغارسيا ماركيز، وأخرجتها لورا أنجيولي، وهي شخصية كوّنت معها شراكة فنية راسخةً. شاركت في كتابة عشرات الأعمال مع أنجيولي، متميّزةً بسلسلةٍ طويلةٍ من إعادة التفسيرات القوية والأصلية لأعمال شكسبير – عطيل، ماكبث، ريتشارد الثالث، هاملت، العاصفة – وترويجها للمسرح الشعبي النابولي (أو مييديكو دي بازي، الفقر والنبلاء، الصيادون).