غادرت طائرة تقل أسرى حوثيين السعودية، السبت، متجهة إلى صنعاء، على أن تستقبل المملكة بعد ذلك طائرة تقلّ سجناء كانوا لدى الحوثيين، وذلك في ثاني أيام عملية واسعة لتبادل الأسرى بين أطراف النزاع في اليمن.
وقالت مستشارة الإعلام لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر جيسيكا موسان: “أقلعت أول طائرة من أبها (جنوب السعودية) إلى صنعاء وعلى متنها 120 محتجزاً سابقاً”.
وجاء في تغريدة نشرتها اللجنة على حسابها في “تويتر”: “نستكمل عملنا لليوم الثاني لعملية الإفراج. غادرت للتو أول طائرة تحمل 120 محتجزاً من أبها السعودية وهي في طريقها إلى صنعاء بصحبة فريق من اللجنة الدوليّة”.
6 رحلات
وهذه الرحلة تعد الأولى من بين 6 رحلات مقررة بين السعودية واليمن، السبت.
وكتب المتحدث باسم الوفد الحكومي في مفاوضات الأسرى وعضو الوفد المفاوض ووكيل وزارة حقوق الإنسان ماجد فضائل، على تويتر، أن اليوم الثاني من عملية التبادل ستكون عبر مطارات “المخا- صنعاء”، و”أبها- صنعاء” و”صنعاء- الرياض”.
وقال: “ستكون عبر 6 رحلات طيران من قبل اللجنة الدوليه للصليب الاحمر، مقسمه كتالي: ثلاث رحلات من المخا إلى صنعاء باجمالي 100 محتجز حوثي، ورحلة من صنعاء الى الرياض بعدد 20 من الأبطال المفرج عنهم بينهم (عفاش طارق والعميد محمد صالح نجل وشقيق سيادة نائب مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح و19 من التحالف العربي بينهم 16 سعودياً و3 سودانين)”.
وأضاف: “في الأخير ستكون هناك رحلتين من مطار أبها إلى صنعاء لنقل إجمالي 250 محتجزاً حوثياً”.
وبدأت في اليمن، الجمعة، عملية تبادل تشمل مئات السجناء بين أطراف النزاع، في بارقة أمل جديدة تدفع الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى وضع النزاع الدامي على طريق الحل، إذ أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بدء عملية تبادل للأسرى بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، تشمل نحو 900 محتجز وتستمر أياماً عدة.
وفي أول أيام التبادل الجمعة، نُقل 318 سجيناً في 4 رحلات جوية بين عدن في الجنوب وهي مقر الحكومة، والعاصمة صنعاء، بواسطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وكان من بين هؤلاء الأسرى المحررين وزير الدفاع السابق اللواء الركن محمود الصبيحي واللواء الركن ناصر منصور هادي، شقيق الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي، الذي توجه في وقت لاحق إلى الرياض حيث يقيم شقيقه.
إشادات دولية
ولاقت تلك الخطوة ترحيباً دولياً، إذ أشاد مساعدون كبار للرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، بالتقدم نحو حل الصراع في اليمن بعد محادثات “بناءة” في السعودية مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وقالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أدريان واتسون إن الاجتماعات شارك فيها كبير مستشاري بايدن للشرق الأوسط، بريت مكجورك والمبعوث الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج وجرت يومي الخميس والجمعة.
وأضافت في بيان: “ركزت مناقشاتهم على التقدم الهام الذي يتم إحرازه نحو حل دبلوماسي للصراع في اليمن، والذي يعطيه الرئيس بايدن أولوية منذ فترة طويلة. وأكد الجانب الأميركي دعمه لدفاع السعودية ضد التهديدات من اليمن وأماكن أخرى”.
وكان نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، قال، الجمعة، إن عملية تبادل الأسرى التي شملت مئات السجناء في اليمن تجري بشكل جيد، معتبراً في تصريحات لـ”الشرق” أن “المطلوب من الأطراف اليمنية اليوم هو البناء على الزخم الحالي لإطلاق العملية السياسية وإنهاء النزاع”.
ورحب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن هانس جروندبرج ببدء عملية الإفراج عن الأسرى، داعياً إلى الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين.
كما رحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، ببدء عملية تبادل الأسرى ووصفها بأنها “بادرة إنسانية مهمة”.