ساءت روما ، من كونها النهاية لكل الطرق ، فالجميع يباغتها بالقدوم في لحظة لا تتوقعها . ساءت من كونها لا تنتظر أحدا، ورغم ذلك يتلو بعضهم بعضا . حاولت جاهدة إقناع الجميع بوجود طرق أوسع ، وربما أجمل . لكن لا أحد يأبه ، فكل الطرق تؤدي إلى روما . مضى هزيع من الليل ، وهي تفكر . تعبت ، كيف تخبر الجميع بأن الطرق المجهولة اليتيمة أجدر بكل ذلك الازدحام؟ وما ذنبها إن كان لا يؤدي لها شيئا؟ إثر هذا التعب والتفكير . أتى اليوم المشؤوم ، يلبي رغبتها ، فأصيب طريقها بداء ، سريع تفشيه لا يعلم سببه . فمرض الكل ، وخلت الطرق من الناس . أصبحت يتيمة، والشوارع منطفئة ، والناس منعزلة ، وكل الطرق تؤدي إلى المنزل .