تتصدر اللغة العربية كل عام اهتمام الباحثين والدارسين والعلماء والأدباء حيث استطاعت أن تحتل مكانة مرموقة عالمية ؛ فهي من أكثر اللغات انتشارا وتداولا في العالم .
واليوم العالمي للغة العربية هذا العام يطلق شعارا أكثر جمالا وجلالا وشمولا ( العربية: لغة الشعر والفنون )
فاللغة العربية بالرغم من أنها عبارة عن رموز وأصوات مكتوبة أو منطوقة إلا إنها استطاعت التعبير عن أفكار الإنسان و مكنوناته وكل ما يدور في خلده من مشاعر وعواطف وانفعالات، فالشاعر استطاع من خلالها أن يجنح بصوره وخيالاته الشعرية للتأثير على الاخرين فهي المعين الذي لا ينضب،والترجمان الذي يصور شعوره وأفكاره وهي القالب الذي نستطيع من خلاله أن نشاركه احساسه ومشاعره .
واللغة العربية ملهمة في أصواتها و أدائها و جمالياتها الفنية والتعبيرية؛ فهي لغة الجمال والبيان والفصاحة التي تشكل فنون العربية والحجر الأساس لها ، ومعيار التفاضل والتمايز بين الأدباء والكتاب . فجميع علوم العربية ومعارفها تقوم على اللغة وفنون الأدب ترتكزعليها ،وتصنع طريقة أدائها وقالبها الفني ، فيظهر الشعر والنثر بأنواعهما الفنية .
فاللغة العربية عبرت عن ثقافة المتحدث بها العلمية والعقلية ،وشكلت هويته ، وساهمت في نشر الثقافة والحضارة ؛ فلم تضيق شكلا ولا مضمونا عن مسايرة التقدم والتطور فهي لغة مرنة حية خصبة اختصها الباري لكتابه ، وللغة العربية سماتها التي ميزتها عن باقي اللغات فهي لغة تاريخ و حضارة ، ولغة ثقافة وأدب بما تحتويها من فنون نثرية وشعرية ، ولغة دين ورسالة خالدة ارتبطت ارتباطا وثيقا بتعاليم ديننا الإسلامي . فحق لنا أن نزهو بها ونحتفي بلغتنا العربية، فهي لغة البيان والجمال وخير من وصفها الشاعر اللبناني حليم دمّوس ( ١٨٨٨- ١٩٥٧) حين قال :
لا تلمني في هواها … أنا لا أهوى سواها
لست وحدي أفتديها … كلنا اليوم فداها
نزلت في كل نفس … وتمشّت في دماها
وبها العز تجلى … وبها العلم تباهى
كلما مرّ زمان … زادها مدحا وجاها
لغة الأجداد هذي … رفع الله لواها
فأعيدوا يا بنيها … نهضة تحيي رجاها
لم يمت شعب تفانى … في هواها واصطفاها.
د.فاطمة سليمان حامد المرواني
استاذ الأدب والنقد المشارك بجامعة جدة
2