في منتصف عام 2005 أعلن ملعب مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الرياضية بأبها صعود نادي أبها إلى الدوري الممتاز لأول مرة في تاريخه في الجولة قبل الأخيرة من دوري الدرجة الأولى بعد مباراة تاريخية ضد نادي نجران شهدت أربعة أهداف أبهاوية ، لعب الصاعد الجديد في دوري الكبار وبعد 22 جولة و في الأول من ابريل 2006 أنهت ثلاثة أهداف إتحادية الحلم الأبهاوي حينها و لكن نافذة الأمل لم تُغلق فإنسان أبها بطبيعته منذ القِدَم يرى من نوافذ بيته صغيرة الأبعاد آفاق كبيرة تجدد الطموح و تبعث الأمل ؛ لذلك هبط ذلك الفريق الحالم موسمين استعاد فيها قواه و رتب فيها أوراقه و تمرس فيها شبابه حتى اعتلى لاعبه مشاري القرني مدافعي فريق الأنصار مسجلاً هدف لا يُنسى في ذاكرة كل أبهاوي احتشد بعدها جماهير المنطقة في ملعب المحالة ليزفوا زعيم الجنوب إلى دوري المحترفين بعد فوزه على التعاون .
لم يكن الصعود الثاني أكثر سهولة من سابِقِه فالأندية الكبرى تلعب بمحترفين ذو جودة عالية و بمدربين بأسماء عالمية وكان أبها خصماً و نداً قارع الكبار بأسماء شابة من أبناء النادي حتى حانت المباراة الفاصلة التي بعثرت الطموحات و شتتت الأهداف معلنةّ خيبة أمل ثانية ..! بعد الهبوط الثاني تسرب النجوم و تفاقمت الديون و تكالبت الظروف حتى هبط زعيم الجنوب إلى دوري الدرجة الثانية ، موسمين أتى بعدها قرار زيادة الأندية صعد بعدها الفريق إلى دوري الدرجة الأولى و لم يفارق الصعود ذلك الفريق الجبلي فصعد بطلاً و متصدراً وهنا كانت البداية لمرحلة جديدة أكثر بهاءً .
بداية الموسم الأول في الدوري الأقوى عربياً كان اللافت فيها جودة اختيار المحترفين و الانضباط التكتيكي مدموجاً بالنهج الدفاعي الذي اتخذه المدرب منهجاً للفريق و في الدور الثاني انقلب الحال مع سلسلة هزائم متتالية ليبقى الفريق مع رنين ناقوس الخطر .
في الموسم الثاني تميز الفريق باستقطابات محلية رائعة وهذا ما يميز المدرب عبدالرزاق الشابي فهو أثبت نجاحه في استقطاب النجوم المغمورين أو أسرى دكة البدلاء ليعيد توهجهم في أبها و ما النابت و الخثلان و مهند القيضي و نادر الشراري و صالح العمري و المونديالي شراحيلي إلا خير مثال على ذلك ولا يمكن أن أنسى المهاجم الأفضل في الدوري حينها كارلوس ستراندبيرغ الذي كان لا يكل ولا يمل من ضرب الخصوم في كل موقعة ، في رأيي أنه كان الموسم الأبهى لأبها في كل شيء ابتداءً من طقم الفريق مروراً بالحضور الذهني والنتائج الرائعة رغم أن صعوبة الدوري كادت أن تشوه ذلك الجمال حتى بقي الفريق في الرمق الأخير من الدوري .
الموسم الثالث لم يكن الاستعداد له على المستوى المطلوب من كل النواحي المعسكر و الجهاز الفني و اللاعبين الأجانب و المحليين بدأ الموسم بمفاجأة أبهاوية بفوز على الشباب بتكتيك مختلف كلياً عن تكتيك المدرب السابق الشابي حيث انتهج المدرب الجديد مارتن سيفيلا اسلوب الضغط العالي ولكن سرعان ما انكشف التكتيك أمام الخصوم حيث لعب الفريق بعدها 7 مباريات حقق فيها تعادل وحيد و خمسة خسائر ثم استعاد الفريق قواه تدريجياً حتى نجى من الهبوط في موسم مرهق كان أكثر ما يميز ذلك المدرب هو أنه يتعلم من أخطاءه سريعاً .
في المواسم الثلاثة الأولى كان هناك حارس عملاق يلعب بروح عالية أنقذ الفريق مراراً و تكراراً و تحمل أخطاء الدفاع وكان سداً عالياً منيعاً خروجه كان خسارةً كبيرة للدوري و للفريق .
الموسم الرابع كان التحضير له مبكراً من خلال معسكر أوروبي و مدرب عُرِف بصرامته و إنجازاته في القارة السمراء و مع قلة الإستقطابات المحلية و الأجنبية إلا أن الطموح لازال عالياً بدأ المدرب البلجيكي بنهج جديد و مختلف يحتاج للتمرس و الخبرة و الجودة العناصرية فالبناء من الخلف ليس بذلك الاسلوب الذي من السهل تطبيقه في دوري قوي مثل دورينا ، احتدمت الأمور حتى أقيل المدرب وحضر أوروبي آخر حول الفريق إلى لوحة فنية ماتعة استغل نقاط القوة وعززها و مكّنها حيث أن قوة الفريق في مثلثه الهجومي و والمحاور أما الأخطاء الدفاعية فلم يكن من السهل معالجتها بالرغم من المحاولة انتهى الموسم بالبقاء الذي أبى أن يتحقق إلا في الجولات الأخيرة وكأن ذلك أصبح روتين يبث الرعب لكل محبي الفريق .
موسم قادم على وشك أن يبدأ مختلف كلياً ينتظر الفريق ، ينبغي أن تكون الإستعدادات مضاعفة و الإستقطابات نوعية و الجهود أعلى لإرضاء الجماهير كما أنه ينبغي السعي على استقطابها بطرق مختلفة لتعزيز حب النادي في نفوس النشء ؛ فمشكلة قلة الحضور الجماهيري يبدأ حلها من الشباب الناشئ لو أعدنا التفكير من زاوية أخرى لوجدنا أن توزيع ١٠٠٠ فانيلة ل١٠٠٠ طالب من طلاب المرحلة الابتدائية و المتوسطة و الثانوية بأبها أكثر جدوى من بيعها فالانتماء للنادي قد ينبثق من العطاء أحياناً وكلي أمل في أن أكتب الصيف القادم عن موسم أكثر بهاءً مما سبقه .