خطب وأم المصلين في صلاة الجمعة اليوم بالمسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان حيث استهل فضيلته الخطبة بالتأكيد على تقوى الله عز وجل، وأن نكون منه على وجل، ولا تغتروا بطول الأمل، ونسيان الأجل، ولا تركنوا إلى الدنيا فإنها دار زوال وفناء، وفتنة وابتلاء، والآخرة هي دار الخلود والجزاء، قال تعالى ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) .
وأشار فضيلته أن الجو يتغير من حال إلى حال، وتتقلب الأيام والليال، والفصول تمضي على التوال، فمن شدة البرد إلى شدة الحر إلى الاستواء والاعتدال، فلله الحكمة البالغة وكل شيء عنده بمقدار ، قال تعالى ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) .
وأكمل فضيلته الخطبة بالتأكيد على أن حرارة الصيف الملتهبة ولفحات السموم المحرقة لأعظم نذير زائر وأبلغ واعظ زاجر من عذاب الله من جهنم نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة وترمي بشرر كالقصر كأنه جمالت صفر .
وفي الخطبة الثانية بينّ فضيلته على أن ما نعانيه من لفح ولهيب الصيف وشدة الحر والعواصف المثيرة للأتربة أمر يستدعي تذكر حال الضعفاء والعجزة الذين يعانون منها ولا حيلة لهم ، فارحموا ضعفهم وعجزهم وسدوا حاجتهم ، وواسوهم وأعينوهم وتعاهدوهم ، فإنما ترحمون وتنصرون بضعفائكم ، نفسوا الكرب والهموم وفرجوا الأحزان والغموم .
واختتم فضيلته الخطبة بضرورة حمدالله على آلائه ونعمه واشكروه على فضله وكرمه ، فهو الذي أسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنةّ ، قال تعالى ( وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَة اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ) .