رغد آل يحيى - أبها
أبواق السيارات وهي تزاحم غناء العصافير في السماء
عجلات السيارة الخلفية والأمامية وهما يتسابقان على
من يصل أولا ، الطفل بوجهه الشاحب وهو يشتم هذه
الحياة البائسة لأنها لم تسمح له بالنوم لساعات طويلة
العمال وهم يحملون المنزل في شهوره الأولى بين
أيديهم وعلى اكتافهم ، أحدهم يتعثر ببنطاله محاولاً
اللحاق بعمله وطفل صغير يختنق حين يرتدي کنزة
الصوف وشعوره بأنه قد عاد للحياة حين يخرج رأسه
منها كخُلد خرج من الأرض ، الأشجار وهي تلوح بهدوء
للمارة ، علبة السجائر الفارغه وهي تتدحرج على
الرصيف ، الشمس وهي تحاول إزالة ماتبقى من الليل
بين أهداب الكسالى، العاطل عن العمل وهو في نومه
العميق يترنح يمينا وشمالا بحثا عن الجهه الأكثر سکينه
الأم بدعواتها التي تسابق ځطى الجميع ، وأنا بكل مافي
من خواء امتلأ بكل هذه التفاصيل الصغيرة .