
يخفى عن الكثير أهمية دور المعلم في بناء المجتمع والإنسان بالرغم من أنه هو من يعد و ينشأ كافة الأشخاص الذين يعملون في مختلف المجالات واٌلأقسام حيث إنه يعتبر حجر الأساس لكافة الفئات المجتمعية، ويتمثل دور المعلم الناجح كقدوة في أخلاقه، والتحلي بالقيم الفاضلة، وينتقي من الألفاظ أحسنها ومن العبارات أجملها فيتطبًع طلابه على ذلك، فيأخذون من علمه وسمته ويكونون منارات مشرقة في مجتمعاتهم، وقال عبدالله بن وهب:>> ما تعلمت من أدب الإمام مالك أكثر مما تعلمت من علمه<<.
ويعتبر دور المعلم في العملية التعليمية بمثابة العمود الفقري لها، حيث إن دور المعلم في هذه المرحلة هو الانتقال بالطلاب من الطرق التقليدية للتعلم التي تعتمد على التلقين من قبل المعلم واستقبال المعرفة من قبل الطالب، إلى المرحلة التي يكون فيها الطالب مشاركًا في العملية التعليمية ويكون دور المعلم تيسير عملية التعليم ورفع الروح المعنوية لدى الطالب، بالإضافة إلى ربط الطالب بالحياة الاجتماعية فهو بمثابة المشرف والموجة.
تعتبر مشاركة المناهج والأهداف التعليمية مع الطلبة في تعزيز إمكانية تحقيقها على نحو أفضل، كما ينبغي تعليم الطالب مهارات باستطاعته تطبيقها في حياته العملية وليس فقط في بيئة المدرسة.
قال الله تعالى{ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ }.
ويعد المعلم له الدور الأبرز والأهم في العناصر التعليمية جميعها، فلا الطالب، ولا والمنهج ولا الوسائل التعليمية تستطيع أداء أدوارها المنوطة بها إذ لم يكن هناك معلم ناجح يتمكن من إدارتها بالطريقة المثلى،
ولا يسعني القول إلا كما قال الشاعر(( قم للمعلم وفه التبجيلاً، كاد المعلم أن يكون رسولاً)) وكأن أحمد شوقي بكلمات قليلة قد اختصر هنا الكثير مما يمكن أن يكتب في مقالات مطولة عن دور المعلم ورسالته السامية.